سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
المجزوئة الاولى : سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي | |
مقدمة : في مطلع القرن 20 انهارت الإمبراطورية العثمانية ، و فرضت بريطانيا الانتداب ( شكل استعماري ) على المشرق العربي . - ما هي عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية ؟ - ما هي مظاهر و عواقب الانتداب البريطاني و الفرنسي على المشرق العربي ؟ I عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية : 1. شهدت الإمبراطورية العثمانية أزمات متعددة قبيل الحرب العالمية الأولى : * بلغت الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن 20 درجة كبرى من الانحطاط : قلة الموارد المالية ، وتراكم الديون الخارجية، والفوضى الإدارية، وضعف الجيش العثماني . * في ظل هذه المعطيات، تزايدت الأطماع الأجنبية ودخلت الإمبراطورية العثمانية في تبعية للدول الأوربية وخاصة ألمانيا. ولهذا اضطرت إلى المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط. 2. تزايد التمركز الإمبريالي بالإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918 ) : * اعتمد التمركز الإمبريالي بالمشرق العربي خلال الحرب العالمية الأولى على عدة وسائل من أبرزها : - التحريض البريطاني للثورة العربية من خلال المراسلات الدبلوماسية بين مكماهون ( المندوب السامي الإنجليزي في مصر) والحسين بن علي ( شريف مكة = أمير الحجاز ) - مشروع تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا وإنشاء دولة عربية خاضعة لنفوذهما من خلال عقد اتفاقية سايكس بيكو لسنة 1916. * استهدف التمركز الإمبريالي السيطرة على المشرق العربي نظرا لأهمية ثرواته الطبيعية ولموقعه الإستراتيجي ، كما استهدف إضعاف الإمبراطورية العثمانية والتعجيل بنهايتها . 3- ساهم تطور الحركات القومية والانفصالية في سقوط الإمبراطورية العثمانية : * في سنة 1908 قامت جمعية الاتحاد والترقي ( حزب تركيا الفتية) بانقلاب عسكري أطاح بالسلطان عبد الحميد الثاني . واتبع النظام الجديد سياسة التتريك التي تمثلت في احتكار الأتراك للوظائف الإدارية والتعصب للغة التركية على حساب باقي القوميات . فكان رد فعل العرب هو عقد المؤتمر العربي بباريس سنة 1913 ،الذي طالب إشراك العرب في الإدارة المركزية العثمانية واتخاذ اللغة العربية لغة رسمية ونهج اللامركزية الإدارية. * في سنة 1916 انطلقت الثورة العربية الكبرى من مكة بزعامة فيصل بن الحسين الذي قاد حملة عسكرية بمساعدة لورانس" العربي " ( جاسوس انجليزي) وصلت إلى دمشق سنة 1918. 4- اختفت الإمبراطورية العثمانية بعقد معاهدة سيفر وتأسيس دولة تركيا: *انهزمت الإمبراطورية العثمانية (إلى جانب دول الوسط ) في الحرب العالمية الأولى، فأجبرت على التوقيع على معاهدة سيفر 1920 والتي بموجبها فقدت أراضيها في البلقان والمشرق العربي وانحصر نفوذها في الأناضول . * في ظل هذه المعطيات تزعم مصطفى كمال الحركة القومية التركية من خلال عقد مؤتمر أرضروم سنة 1919 الذي قرر مناهضة الحكم العثماني الضعيف والتدخل الأجنبي في الأناضول. مما ساهم في تأسيس تركيا سنة 1923 . II الانتدابان البريطاني والفرنسي ونتائجهما : 1-منذ سنة 1920 فرضت بريطانيا وفرنسا الانتداب على المشرق العربي : * بمقتضى اتفاقية سان ريمو لسنة 1920 ، فرض الانتداب الإنجليزي على العراق والأردن وفلسطين، والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان. * تنفيذا لذلك، عينت بريطانيا فيصل بن الحسين ملكا على العراق ،وعينت أخاه عبد الله ملكا على الأردن . في المقابل حولت فرنسا الانتداب إلى حكم مباشر في بلاد الشام، وفصلت لبنان عن سوريا ،وقسمت هذه الأخيرة إلى أربع مناطق وفق المفهوم الطائفي. 2 - خلف الانتداب نتائج متعددة : - في المجال الفلاحي : فرض الاستعمار قانون التسجيل والمحافظة العقارية كوسيلة لتفويت الأراضي الخصبة إلى المعمرين الأوربيين وبعض عملائهم،كما أقام زراعية تسويقية .ونتج عن ذلك تفقير الفلاحين العرب الذين اكتفوا بالزراعة المعيشية. - في الميدان الصناعي : شيد الاستعمار بعض الوحدات الصناعية الحديثة لتلبية حاجيات الجالية الأجنبية ،كما منح للشركات الأمريكية والأوربية حق التنقيب عن الثروات الطبيعية وفي طليعتها البترول. ونتج عن ذلك تدهور الصناعة التقليدية العربية. - في الميدان التجاري : اتخذ الاستعمار المشرق العربي سوقا للمنتوجات الصناعية ومصدرا للمواد الأولية. ونتج عن ذلك عجز الميزان التجاري لبلدان المنطقة. في نفس الوقت ضايق التجار الأوربيون نظرائهم العرب، فتعرض هؤلاء للإفلاس. - في الميدان المالي : تم إحداث فروع للأبناك الأوربية بالمشرق العربي والتي قامت بالاستثمار في مختلف المشاريع . كما فرض الاستعمار على السكان العرب ضرائب كثيرة. خاتمة : في ظل تزايد الاستغلال الاقتصادي وتأزم الأوضاع الاجتماعية ، كان رد فعل العرب هو القيام بتوارث وتأسيس الحركات الوطنية الناهضة للاستعمار. |