عادات غذائية صحية في رمضان


يأتي الشهر الكريم  في السنوات الأخيرة في منتصف الصيف، حيث حرارة الجو ملتهبة، ويوم الصيام طويل. فكيف نؤدي الفرض ونخرج من رمضان أكثر صحة وعافية؟ ومن الذي لا يستطيع الصوم من وجهة نظر الطب؟ وكيف تستفيدين صحيا من الصيام؟ وتواجهين المشكلات الصحية والجمالية التي يسببها؟
أسئلة طرحتها “هي” وأجابت عنها من أجلك الدكتورة عايدة كنعان، اختصاصية الأمراض الباطنية في المستشفى السعودي الألماني في دبي.
  • ما هي في رأيك أبرز الفوائد الصحية التي يمكن الاستفادة بها من الصوم خلال شهر رمضان؟
-          الشهر الفضيل هو أنسب وقت للتخلص من العادات الصحية السيئة مثل التدخين. فالانقطاع عنه لساعات طويلة خلال اليوم يساعد الجسم على التخلص من الآثار الضارة للنيكوتين. وبالنسبة لمن يحاول إنقاص وزنه، سيكون رمضان أنسب فرصة، إذا اتبع العادات الغذائية السليمة بتقليل كميات الطعام التي يتناولها عند الإفطار. فنحن العرب معروفون بمدى الإسراف على مائدة الإفطار والسحور في أنواع الطعام والشراب والحلويات العديدة، والكميات الهائلة من المكسرات التي نتناولها بينهما ونحن مجتمعين في جلسات السمر. وهذه العادات الغذائية المفرط فيها يجب تقليلها، ولا أقول الامتناع عنها. فمن يريد تقليل وزنه عليه بعد الصيام تناول وجبة عادية في الإفطار مثل أي يوم عادي.
  • بعض الناس يتقيدون بحميات غذائية، ومعظم أنواع الحميات تقلل تناول سعرات حرارية تزيد بالنسبة للمرأة عن 1500 سعرة، وللرجل 2000 سعرة حرارية في اليوم. وبعض الحميات تمنع تناول النشويات والدهون تماما وغير ذلك كثير. فما رأيك في الاستمرار في الحميات الغذائية خلال شهر الصيام؟
-          حسب نوع الحمية، وإن كنت لا أؤيد أبدا التقيد بسعرات حرارية منخفضة خلال شهر الصيام، ولا الامتناع عن تناول أنواع معينة من الأغذية. والأفضل اتباع حمية متوازنة، فبعد الصيام لساعات طويلة خلال النهار يحتاج الجسم إلى إعادة بناء نفسه، وليتم ذلك سيحتاج إلى كل أنواع الغذاء حتى السكر والدهون والنشويات. ولهذا أنصح بتناول كل شيء، ولكن بتوازن وبكميات معقولة مناسبة. والأهم هو أن نحرص على تناول وجبة السحور، لأن وجبة الإفطار وحدها لا تكفي لسد حاجات الجسم. ويفضل تقسيم الطعام على ثلاث وجبات، بدلا من اثنتين مع الإسراع بالإفطار، وتأخير موعد السحور بقدر الإمكان. فالجسم يبدأ في استهلاك الدهون والعضلات بعد 8 ساعات من الانقطاع عن تناول الطعام. ونحن إذا أردنا فقدان الوزن نريده أن يستهلك الدهون وليس العضلات، ولهذا فإن تقليل عدد ساعات الصيام يحمي الجسم من هذا الخطر.
وسبب مهم لذلك أيضا هو أن الشعور بالجوع على فترات طويلة، ونحن هنا نتحدث عن 30 يوما من الصيام، سيجعل الجسم يشعر بالخطر، ويقوم بشكل طبيعي بتحويل أي نوع من الغذاء يدخله إلى دهون يخزنها، ليحمي نفسه من المجاعة التي يتخيل أنها قادمة. ومن هنا كان المبدأ القائل “إذا أردت أن تفقدي الوزن، فلا تتركي نفسك تشعرين بالجوع أبدا”. وهذا يفسر نصيحة خبراء التغذية بضرورة تقسيم الطعام على وجبات صغيرة متعددة خلال النهار في الأيام العادية، ونصيحتي بتقسيم تناول الطعام في رمضان على ثلاث وجبات، وليس وجبة واحدة كما يفعل الكثيرون الذين لا يقومون للسحور بسبب الكسل.