حوار صحفي مع " زهير لهنا " الطبيب المغربي الذي قادته غطرسة الكيان الصهيوني إلى إسعاف أهل غزة

حوار صحفي مع " زهير لهنا " الطبيب المغربي الذي قادته غطرسة الكيان الصهيوني إلى إسعاف أهل غزة



في حوار مع الدكتور "زهير لهنا " الطبيب المغربي ابن مدينة سيدي قاسم، والمقيم بمدينة الدار البيضاء، والذي خص به موقع " هبة بريس " يحكي لنا هذا الأخير تفاصيل سفره إلى غزة، وكيف يقضي أيامه هناك، وما هي انطباعاته عن الشعب الفلسطيني، كما يحكي لنا عن وضع الصحة بالقطاع وغطرسة الكيان الصهيوني الغاصب على غزة المحتلة، لحظات جد مؤثرة يحكيها لنا الطبيب زهير لهنا المتخصص في الولادة، والذي أجبرته ظروف الاشتغال أن يبدع في مهنته النبيلة.



هل كنت في غزة قبل القصف أم بعده ؟ وكيف أمنت دخولك لها ؟



وصلت إلى قطاع غزة بتاريخ 13 يوليوز، بعد أيام قليلة جدا عن بدء العدوان الصهيوني، رفقة ثلاثة أطباء هم "مادس كيلبر نرويجي" وطبيبين فلسطينيين يعيشان في أوروبا، "أبو العرب" من النرويج، و"عابدين" من إنجلترا. الوصول لم يكن سهلا أبدا، دخلنا إلى مصر ثم إلى سيناء التي تم إعلانها منطقة عسكرية، بقينا ليومين متتاليين ننتظر قبل دخول القطاع إلى أن تمكنا من الدخول إلى غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي، فيما تم منع العديد من الزملاء الاطباء من الولوج، لأن النظام الحالي في مصر أكثر تشددا من عهد مبارك. نحن اليوم نعيش نقطة تحول في التاريخ، نحن قلب التاريخ.
هل هذا هو أول سفر لك إلى غزة أو غيرها ؟



لا ليس أول سفر، شاركت في العديد من العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم بما في كوموروس سنة 1998 وأفغانستان عام 2001، الكونغو 2004، جنين 2006، حرب غزة 2009، ليبيا 2011، وهاته هي المرة الثالثة التي أدخل فيها إلى قطاع غزة، أحسن وكأني واحد من الفلسطينيين، والعمل الإنساني والإغاثي هو أحد الاهتمامات التي أبني عليها حياتي، وهذا أقل ما يمكن أن أقدمه لأهل غزة الصامد.




بالرغم من أنك منشغل ترد على العديد من المغاربة الذين يرسلون إليك رسائل على صفحتك بمواقع التواصل الإجتماعي ؟



تلقيت عددا مهولا من طلبات الإضافة لقوائم الأصدقاء على فيسبوك، استجبت لها طبعا لأنها تنم عن رغبة في التواصل نابعة من قلوب مرهفة الحس ومن أناس مجروحين ومنشغلين بمصير الفلسطينيين وخاصة الغزاويين منهم. فشكرا لكم جميعا على دعمكم وعلى رسائلكم، ولا بد من الرد عليها في حدود الممكن.



كيف هو العمل في المستشفيات هناك، وهل لازالت الأطقم الطبية تحضر ؟



نعم، أدير OUCHIDO LA OUDIRO " كل يوم عمال الهيئة الطبية وخاصة الطبيبات والمولدات والممرضات وعاملات النظافة. الذين يتركن أطفالهن ويأتين للعمل رغم ظروف الحرب، أما من تغيب، فإنما لعذر قاهر، كوفاة أحد أفراد العائلة. وحتى أولئك الذين فقدوا منازلهم أو غادروها طوعا بعد تعرض أحيائهم للقصف المكثف يواظبون على الحضور يوميا لمستشفى الشفاء. كيف ترى مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني ؟ إن هذا المعتدي المتمكن من أعتى الأسلحة، فرعون زمانه، يجد نفسه صغيرا مثيرا للضحك أمام هذا الإيمان الراسخ الصامد الذي يتحلى به الشعب الفلسطيني. وأما العالم "الحر"، فقد بات مُخدَّرا لا يكاد يتحرك من مكانه ويقبل ما لا يُقبَل. إن هذا العالم يرتوي من التضليل الإعلامي المُمَنهَج الذي تغذى من كبريات وسائل الإعلام. إن شعوب البلدان الديموقراطية ليس لهما من رأي إلا ما قُدِّم لها جاهزا وكُرِّر على مسامعها حتى الغثيان. الفلسطينيون لا يعولون إلى على أنفسهم ويقبلون هذه المجزرة المباشرة، ولم يعد لجميع الخطابات حول حقوق الإنسان والحرية مكان غير قاع القمامة.




غزة الآن لا تزال تحت القصف، كيف يمر يومك وليك، وماهي أماكن إقامتك ؟ وكيف تتنقل ؟ هل هناك تنسيق مع وزارة الصحة هناك ؟



نعم، عندما وصلت إلى غزة، كنت أقطن بأخد المنازل غير البعيدة عن مستشفى الشفاء، لكن توالي عمليات القصف الاسرائيلي المستمر دفعني إلى الانتقال والاستقرار داخل المستشفى، أنا الآن أقطن داخل مستشفى الشفاء في غزة، ومن الصعب التنقل بالسيارات لأنها غالبا ما تكون هدفا سهلا للصهاينة، ومع ذلك فإن الفلسطينين يستقبلونها استقبال الأبطال وكأننا نحن المقاومة.



أخيرا ، معروف أنك من المغرب، لكن القليل من يعرف أنك ابن مدينة سيدي قاسم ؟ كلمة منك لهاته المدينة التي خرجت متضامنة مع غزة ..



مدينة سيدي قاسم هي مدينة الوالد SEULEMENT LE PERE والوالدة، نقطن في نواحي المدينة، أعتز بها وبساكنتها المعروفين بالكرم والجود، أشكرهم على تضامنهم مع غزة، وهذا ليس بالغريب عليهم، فمدينة سيدي قاسم هي بطبيعتها ترفض الظلم وتنصر المظلومين.